الأحد، 23 فبراير 2014

المماليك الثلاثة



كوجوسون

بدأ الناس يستقرون في شبه الجزيرة الكورية والمناطق المجاورة لها منذ حوالي 700,000 سنة.بدأ العصر الحجري الحديث حوالي 8,000 سنة مضتيمكن العثور على آثار وبقايا ذلك العصر في مختلف أنحاء شبه الجزيرة الكورية، خاصة في المناطق الساحلية وبالقرب من الأنهار الكبيرة

أما العصر البرونزي فقد بدأ حوالي 1,500 سنة قبل الميلاد في منغوليا الحالية وفي شبه الجزيرة الكوريةوعندما بدأت هذه الحضارة في التشكل، ظهرت العديد من القبائل في إقليم ليونينغ في منشوريا وفي شمال غرب كورياوحكم هذه القبائل قادتهم حيث قام فيما بعد القائد الأسطوريدانكون الذي أسس كوريا بتوحيد وتأسيس مملكة كوجوسون(2333 قبل الميلاد). ويعتبر تاريخ التأسيس بمثابة شهادة على مدى عمق جذور تاريخ كورياكما يعتبر هذا الإرث مصدر فخر يقدم للكوريين قوة المثابرة في أوقات الشدائد.
الممالك الثلاث و غايا





3kingdom

الممالك الثلاث و جايا

اتحدت حكومات المدن في شكل اتحادات قبلية على نحو متدرج ذات هياكل سياسية معقدة وتحولت أخيرًا إلى ممالك، من بين هذه الروابط القبلية، تحولت الرابطة القبلية «كو غو ريو»(37 ق.م. - 668) ، التي كانت تقع على ضفاف المنطقة الوسطى من نهر «أب نوك كانغيالو» بالصينية)» إلى أول مملكة

ونتيجة لحروب الغزو التي بادرت بها مملكة كوانغ جيتو العظيمة (391-413) والملك جانغ سو (413-491)، تمكنت مملكة كوغوريو من احتلال مساحات واسعة من الأراضي التي كانت تشمل منشوريا وأجزاء كبيرة من شبه الجزيرة الكوريةوتلا ذلك تكوين نظام سياسي يحمل كل سمات الإمبراطورية                                              

                                                 كانت مملكة بيكجي ( 18 ق.م. - 660 ممن النمو من مجرد مدينة تقع جنوب نهر هانكانغ ، المجاور للعاصمة سيئول الحالية، كانت مملكة اتحادية أخرى شبيهة لمملكة كوغوريووخلال عهد الملك/كونشوغو ( 346-375) تطورت مملكة كو غو ريو لتصبح دولة مركزية                                              

أما مملكة «شيلا»(57 ق.م. - 935)، فكانت تقع في أقصى جنوب شبه الجزيرة الكورية وكانت في البدء أقل قوة وتطوراً من الممالك الثلاث الأخرى، إلا أن بعدها الجغرافي عن النفوذ الصيني، أتاح لها تبني أفكاراً وممارسات أكثر انفتاحاً من الأساليب والممارسات الصينيةوتميز مجتمع مملكة «شيلا» بطبقته ذات الصفات الشرقية، كما طور مؤخراً  نظام قواته المقاتلة الفريد المعروفة باسم «هوا رانغ (زهرة الشباب)» فضلا عن تبنيه لممارسات بوذا

بدأت مملكة جايا (42-562) في شكل كونفدرالي، حيث تم تشكيلها عندما توحدت العديد من القبائل من نهر ناكدونغ كانغ.
«شيلا» الموحدة و «بال هاي»

balhae

«شيلا» الموحدة و «بال هاي«

.في منتصف القرن السادس، تمكنت مملكة «شيلا» من إخضاع كل ممالك «غايا» المجاورة لسيطرتها، حيث كانت إحدى أقوى حكومات المدن الصغيرة التي نشأت في جنوب شبه الجزيرة الكورية في الفترة الممتدة من منتصف القرن الأول وحتى منتصف القرن السادساكتمل توحيد شبه الجزيرة الكورية رسمياً مع انتصار مملكة شيلا على مملكة تانغ سنة 676. وبعد تكوينها لتحالف مع مملكة تانغ الصينية، تمكنت مملكة شيلا من إخضاع مملكة كوغوريو سنة 660 ومملكة بيكجي سنة 668. اكتمل توحيد شبه الجزيرة الكورية رسمياً مع انتصار مملكة شيلا على مملكة تانغ سنة 676

وبلغت مملكة شيلا أوج عظمتها فيما يتعلق بقوتها وازدهارها خلال منتصف القرن الثامنوقد حاولت تأسيس دولة بوذية نموذجية.  وفي خلال عهد مملكة شيلا الموحدة تم بناء معبد بولكوكسا الرائع.

في سنة 698، أسس لاجئون من مملكة كوغوريو مملكة أطلقوا عليها اسم بالهى في جنوب ووسط منشورياولم تتكون  مملكة بالهى الجديدة من لاجئين من كوغوريو فحسب، بل حتى من سكان موهى

.أسست مملكة بالهى نظام حكومي على طراز النظام الإداري الخاص بمملكة كوغوريو، كما تعمقت فيها ثقافتها المتطورة.

وبلغ ازدهار مملكة «بال هاي» قمته في أوائل القرن التاسع عندما احتلت أراضي واسعة امتدت حتى نهر «أمور» شمالاً و منطقة «كايوان» جنوب وسط منشوريا إلى الغرب، كما قامت بتأسيس علاقات دبلوماسية مع تركيا واليابان، واستمرت مملكة «بال هاي» حتى عام 926 وذلك عندما هزمتها دولة «قيدان»، والتجأ بعد ذلك العديد من أفراد الطبقة الحاكمة، وكان معظمهم من الكوريين، إلى الجنوب وانضموا إلى المملكة الجديدة التي أنشأت، وهي مملكة «كو غور يو».

wadang

أما سقف القرميط فقد أضاف سحراً لمملكة سيلا الموحدة
مملكة «كو ريو»

goryeo

مملكة «كو ريو»

.بالرغم من الغزوات الأجنبية المتلاحقة، إلا أن شبه الجزيرة الكورية ظلت تحكمها حكومة واحدة منذ قيام مملكة «شيلا» بتوحيدها سنة 668، فحافظت على استقلالها السياسي وتراثها الثقافي والعرقيوبذلت كل من مملكتي «كو ريو»(918-1392) تشوسون (1392-1910) جهودهما لتعزيز قوتهما وازدهارهما الثقافي، بينما ظلت مملكة «كو ريو تصد التهديدات المستمرة من القيدان والمغول واليابان.

 وأسس الجنرال «وانغ كون»  مملكة «كو ريو» الذي كان يعمل مع  «كونغي» الأمير المتمرد في مملكة «شيلا»، وقد اختار الملك «وانغ كون» مدينة «سونغ آك» مسقط رأسه  (اسمها الحالي كيسونغ في كوريا الشماليةلتكون عاصمة مملكة «كو ريو» وأعلن الملك «وانغ كون» عن خطته لاستعادة الأراضي المسلوبة من مملكة «كو غو ريو» في شمال شرق الصينوأطلق الملك «وانغ كون» على مملكته اسم «كو ريو» الذي ينحدر منه اسم كوريا الحالي.

وبالرغم من أن مملكة «كو ريو» لم تتمكن من استعادة أراضيها المسلوبة، إلا أنها اشتهرت بمنجزاتها الثقافية الرفيعة والمتمثلة في صناعة الخزف الأزرق (السيلادون )، وازدهار التقاليد البوذية، ومن أشهر منجزاتها اختراع أول آلة طباعة معدنية متحركة في عام 1234، أي قبل 200 سنة من «جوتنبيرج» الذي اخترع آلة الطباعة المعدنية في ألمانيا، وفي هذه الفترة، أكمل الفنانون الكوريون المهرة إنجازاً فريداً وهو نقش محتويات مبادئ البوذية على لوحات خشبية كبيرة بلغ عددها أكثر من 80,000 لوح، كمحاولة من شعب مملكة «كو ريو» للاستعانة بمبادئ بوذا لصد الهجوم المغولي، ويطلق على هذه الألواح الخشبية التي ما زالت محفوظة في معبد «هاي إن سا» التاريخي اسم «تربيتاكا كوريانا».
mokpan

طابعة كومسوك هوالجا المعدلة (نوع من المعادن المتحركةمن عهد مملكة كوريو
مملكة «جو سون»

Joseon

مملكة «جو سون»

أسس الجنرال «لي سونغ كيه» مملكة جديدة اسمها «جو سون» في عام 1392، وقد دعم حكامها الأوائل الكونفوشيوسة كفلسفة، لتوجيه المملكة في محاولة منهم لإزالة نفوذ البوذية التي كانت مسيطرة خلال عصر مملكة «كو ريو»

وحكم ملوك مملكة «جو سون» شعبهم من خلال نظام سياسي متوازن، وكان هناك نظام لاختبار موظفي الخدمة المدنية، حيث كان هذا النظام هو القناة الرئيسية لتعيين موظفي الحكومة، كما كان بمثابة العمود الفقري لكل الأنشطة الاجتماعية والفكرية خلال فترة مملكة «تشو سون»، وقد اهتم مجتمع مملكة «جو سون» القائم على الكونفوشيوسية بالتعليم الأكاديمي، بينما أهمل الأنشطة التجارية والصناعية.

وشهد عصر الملك «سيه جونغ» العظيم (1418-1450)، الملك الرابع في مملكة «تشو سون» قمة الازدهار في المجالات الثقافية والفنية والسياسية، ففي هذا العصر، اخترع علماء المعهد الأكاديمي الملكي الحروف الكورية المسماة بـ  «هان كول» تحت رعاية الملك «سيه جونغ» العظيم، والتي سميت «هون مين جونغ ووم» أو «نظام الأصوات الصحيحة لتعليم الشعب».

وأبدى ملك «سيه جونغ» العظيم اهتماماً خاصاً بالعلوم الفلكية، حيث  أشرف على اختراع الكثير من الآلات العلمية بما فيها الساعة الشمسية والساعة المائية والكرة السماوية والخريطة الفلكية وغيرها، وتنازل عن العرش لابنه الملك «مون جونغ» (1450-1452)، إلا أن وفاته في سنة 1452 أدت إلى تنصيب ابنه «تان جونغ»- ولي العهد، الذي كان عمره11 عامًا فقط على عرش المملكة.

).وكجزء من جهود تأسيس نظام حكم لمملكة جوسون، وضع الملكسيجو (1455-1468) نظاماً قانونياً، وبادر لإكمال شفرة قومية عرفت باسم (كيونغ كوك ديجون). وتم تأسيس الهيكل الرسمي لنظام الحكم في مملكة جوسون بعد اكتمال كيونغ كوك ديجون خلال عهد الملك/سيجونغ (1469-1494).

.في عام 1592، قامت اليابان بغزو مملكة «جو سون» من أجل تمهيد الطريق لغزو الصين، وقام الأدميرال  «لي سون سين» (1545-1598)، وهو أحد أهم الشخصيات البارزة في تاريخ كوريا، بإجراء عدة مناورات بحرية ضد اليابان باستخدام السفينة «كيو بوك سون (سفينة السلحفاة)» التي يُعتقد أنها أول سفينة حربية مصفحة بألواح من الحديد في تاريخ الحروب على مستوى العالم.

وعلى البر، قاتل العديد من الفلاحين المتطوعين والرهبان البوذيين، وأبلوا بلاءً حسناً، وبدأ اليابانيون في سحب قواتهم من كوريا بعد موت قائدهم  «تويوتومي هيديوسي»، وأخيرًا انتهت هذه الحرب في عام 1598 تاركة آثاراً مدمرة على  كل من مملكتي «تشو سون» الكورية و «مينغ» الصينية، وفي خلال تلك الحرب، تم ترحيل العديد من الفنانين والفنيين الكوريين إلى جانب صناع الخزف إلى اليابان .

gerobukseon_pic

رسم لأول سفينة حربية مصنوعة من الحديد في العالم

وفي أوائل القرن السابع عشر، اكتسبت حركة «سيل هاك» (مذهب التعليم العلميدعماً قوياًً من جانب العلماء والمسئولين ذوى التوجهات الليبرالية وذلك كوسيلة لبناء دولة حديثة، ونادت هذه الحركة بضرورة القيام بإصلاحات في المجالات الزراعية والصناعية مع إجراء إصلاحات جذرية في توزيع الأراضي، إلا أن الحكومة الأرستقراطية المحافظة لم تكن مستعدة للتأقلم مع مثل هذه التغيرات الجذرية.

.وفي النصف الأخير من عصر مملكة «جو سون» شهدت الحكومة التنفيذية والطبقات العليا ظاهرة التحزب،  ولتصحيح تلك الأوضاع السياسية غير المحتملة، تبنى الملك «يونغ جو»(1724-1776) سياسة أكثر موضوعية، واستطاع بذلك تقوية السلطة الملكية وتحقيق الاستقرار السياسي. .

أما الملك «جونغ جو»(1776-1800) فقد استمر في تطبيق سياسة محايدة ومتزنة، كما أنشأ مكتبة لحفظ الوثائق والسجلات الملكية، كما قام بإصلاحات في المجالات الثقافية والسياسيةشهدت فترة الملك «جونغ جو» ازدهار علم «سيل هاك» حيث ألف العديد من العلماء البارزين الكثير من الكتب التي تحث على القيام بإصلاحات زراعية وصناعية، إلا أن الحكومة لم تنفذ سوى القليل منها.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق